منظمة Awo في ألمانيا
منظمة AWO في ألمانيا؛ التي تعتبر بمثابة شجرة عطاء تمتد فروعها في جميع أنحاء جمهورية ألمانيا الاتحادية، تأتي تماشياً مع السياسة الألمانية التي تعنى بالترحيب باللاجئين ومنحهم فرصة جديدة للحياة والنجاح على أراضيها،يجدها كل شخص محتاج لتمد له يد العون وتسانده حتى يتجاوز أزمته، بدون أي شكل من من أشكال التمييز في تقديم المساعدات الخيرية لجميع المستحقين، تعرف معنا في هذا المقال على منظمة Awo في ألمانيا وأهم مبادئها وأعمالها بالتعاون مع الحكومة الألمانية.
تاريخ ونشأة منظمة AWO في ألمانيا
أشرقت شمس منظمة AWO الألمانية الدولية والتي يُطلق عليها “منظمة أفو” في عام 1919 حيث تم تأسيسها في البداية كجمعية حكومية لرعاية العمال، وكان هدفها الرئيسي الوقوف إلى جانب العمال وأسرهم وتقديم الدعم العائلي لهم خلال الأوقات الصعبة وذلك تعزيزاً للعدالة الإجتماعية، وفي فترة الاشتراكية الوطنية تعرضت جمعية أفو إلى القمع من قبل النازيين مع مجموعة من الجمعيات الأخرى.
حيث تعرض الكثير من الأعضاء والناشطين في هذه المنظمة إلى الاضطهاد، فاضطروا إلى متابعة أنشطتهم في الخفاء وذلك حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تمكنت هذه المنظمة من استئناف نشاطها وإعادة نفسها كلاعب مهم في نظام وقانون الرعاية الاجتماعية الألماني، وبالإضافة إلى دعم العمال عملت هذه المنظمة على مساعدة المحرومين والمحتاجين في جميع النواحي.
تتواجد منظمة AWO international الألمانية في جميع أنحاء ألمانيا، كما أن لديها عدة جمعيات ومرافق وخدمات محلية تعمل على دعم المحتاجين وتوفر لهم السبل لحياة أفضل، وتركز على التضامن والمساواة والمشاركة الاجتماعية، بالإضافة الى تعزيز تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر، أصبحت أفو اليوم عبارة عن منظمة خيرية ألمانية معترف بها وشريك مهم للحكومات والجمعيات الأخرى التابعة للمجتمع المدني.
مبادئ منظمة AWO في ألمانيا
تلتزم منظمة أفو في ألمانيا germany منذ سنوات نشأتها الأولى بالعديد من المبادئ، التي تكون الصورة الكلية عنها وتوجه أعمالها, وهذه المبادئ تعكس أهداف وقيم المنظمه والتزاماتها تجاه أمور الرعاية الاجتماعية، ويمكن أن نعدد أهم هذه المبادئ:
- التضامن: من أهم مبادئ هذه المنظمه هو الاتحاد والتضامن فهي مبنية على الدعم والتعاون المتبادلين، فالتضامن يعزز شعور الشخص بالانتماء للمجتمع لأن الأفراد والجماعات يجتمعون لمواجهة النزاعات والتحديات الاجتماعية ودعم المحتاجين.
- العدالة الاجتماعية: تعتبر هذه المنظمه مكرسة للعدالة الاجتماعية لانها تسعى بجهد لتحقيق فرص عادلة و حقوق متساوية لجميع أفراد المجتمع، فهي أيضاً تعزز المساواة وتكافح التمييز وتعمل على خلق مجتمع أكثر إنصافاً.
- الشمول والتنوع: تقدر هذه المنظمه التنوع وتعمل على تعزيز دمج الأفراد في المجتمع، بغض النظر عن الخلفية والعرق والجنس، وبالتالي كسر الحواجز وضمان الحصول على فرص متساوية من أجل المشاركة داخل المجتمع.
- كرامة الإنسان: تدعم أفو كرامة الانسان والقيم المتأصلة في كل شخص، من منطلق أن لجميع الأفراد الحق في أن يعاملوا باحترام وإنصاف، وبالتالي تعزيز وحماية لحقوق الإنسان من جميع الجوانب.
- المشاركة والتمكين: تؤمن هذه المنظمه بالمشاركة النشطة وتمكين المجتمعات والأفراد، ومنحهم القدرة على اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم.
- القيم الديمقراطية: ترتكز افو على مجموعة من القيم والمبادئ الديمقراطية، كما تعمل على تعزيز المساءلة في هياكلها، وتدعو الى تطبيق المبادئ الديمقراطية في المجتمع ككل.
- الشراكة والتعاون: تعمل المنظمة بشكل وثيق مع المؤسسات والمنظمات لتعظيم تأثيرها بالإضافة إلى خلق التآزر والدعم في معالجة كافة القضايا الاجتماعية.
خدمات منظمة AWO في ألمانيا
توفر مؤسسة AWO في مدينة برلين المانيا مجموعة من الخدمات المختلفة، فيما يلي نذكر أهمها:
- خدمات الأطفال والشباب: تدعم المنظمه روضة الأطفال والبرامج التي تكون بعد المدرسة ومراكز الشباب أيضاً، وذلك لتقديم الدعم التعليمي والأنشطة الترفيهية لتحقيق الإندماج في المجتمع.
- رعاية كبار السن ودعمهم: توفر أفو عدة خدمات لرعاية الكبار في السن وتلبية احتياجاتهم المختلفة، مثل الرعاية المنزلية ونوادي كبار السن مع دور رعاية المسنين، وتهدف هذه الخدمات لتعزيز رفاهية كبار السن واستقلاليتهم.
- المساعدة و الاستشارة الاجتماعية: توفر أفو استشارات ومساعدة لجميع الأفراد والأسر الذين يواجهون التحديات الاجتماعية والمالية، وذلك يشمل الحصول على إحدى المزايا الاجتماعيه مثل المساعدة في الإسكان، المشورة القانونية.
- خدمات اللاجئين والهجرة في ألمانيا: تلعب منظمة أفو awo bundesverband دوراً هاماً و خاصة في دعم اللجوء واللاجئين و الهجرة و الإغاثة، وتقديم خدمة السكن والدراسة و منح دورات اللغة والإندماج والاستشارة، وبرامج تسهيل الاندماج للأشخاص الراغبين بالعيش و الإقامة في المجتمع و للطلاب الذين يأتون ألى ألمانيا لأسباب تتعلق بالدراسة أيضا.
- دعم الإعاقة: تدير هذه المنظمه البرامج التي تلبي حاجات الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، و تشمل الرعاية السكنية، التدريب المهني، التوظيف، الأعمال والأنشطة الترفيهية و الدراسية التي تسهل دمجهم في المجتمع.
- الصحة والرفاهية: تدير منظمة أفو مراكز الرعاية الصحية وإعادة التأهيل للمهاجرين في ألمانيا، و برنامج الوقاية وتعزيز صحة الأفراد ورفاهيتهم من مختلف الفئات العمرية، بالإضافة لمساعدة الأفراد الذين يعانون من مشاكل عقلية.
دور منظمة AWO في ألمانيا في دعم اللاجئين
تلعب منظمة Awo في المانيا دور مهم للغاية في توفير المأوى والسكن للاجئين، فهي منظمة اجتماعية راسخة تتعاون مع السلطات الحكومية وأصحاب المصالح الآخرين ذوي الصلة لكي تلبي احتياجات ألإسكان للاجئين، فهي تدير برامج سكنية تهدف بشكل دائم الى استيعاب الأسرة والأفراد المهاجرين والذين يبحثون عن اللجوء في ألمانيا، فهي تقدم مجموعة من الخدمات في هذا الشأن وأهمها:
- مراكز استقبال للاجئين في ألمانيا: وهي بمثابة أماكن إقامة مؤقتة للاجئين والوافدين حديثاً، وتقدم الضروريات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والمساعدات الطبية.
- مرافق إسكان للاجئين في ألمانيا: التي توفر إقامة طويل الأجل في المانيا للاجئين و الطلاب، من شقق مشتركة الى وحدات فردية ويعتمد ذلك على الظروف والاحتياجات الخاصة لكل من الأفراد والعائلات، مع تلبية كافة معايير السلامة وتوفير البيئة الآمنة والداعمة.
- التكامل المجتمعي: من منطلق أهمية مشاركة واندماج اللاجئ جيدًا في المجتمع الألماني، تعمل المنظمه على تكثيف جهودها ويتم ذلك سواء بتوفير إجراءات السكن أو دورات اللغة والتوجيه الثقافي إضافة الى دعم التوظيف و حق التدريب المهني.
ما هي الصعوبات التي تواجه منظمة أفو في ألمانيا؟
تواجه منظمة AWO في ألمانيا العديد من التحديات challenges والصعوبات المختلفة التي يوجد أغلبها في المجالات التالية:
- الإطار السياسي والتمويل: تقوم أفو بالاعتماد على تمويل قوي لكي تكون قادرة على تنفيذ مهامها المختلفة، لكنها تواجه التحدي في كون الأموال العامة ليست كافية تماماً وقد تكون عرضة للتخفيضات، ومن ناحية أخرى تؤثر الظروف السياسية والقانونية على عمل المنظمه، لذلك هي بحاجة الى التنويع في مصادر التمويل بالإضافة الى أنها تستطيع التفكير بمصادر تمويل مبتكرة، بالإضافة إلى ذلك يجب عليها البقاء نشطة سياسياً في الوقت ذاته.
- التكيف مع الاحتياجات والتغيرات المجتمعية: يجب على منظمة افو أن تتكيف مع حاجات المجتمع والأفراد التي تتغير باستمرار، وهذا يتطلب مرونة أكبر وقدرة على الابتكار مما يساعد على فتح آفاق جديدة أخرى.
- التعاون مع المؤسسات الحكومية والجمعيات الخيرية: لما له من أهمية كبيرة في مواجهة كافة التحديات المجتمعية وإنجاز المهام الإجتماعية بشكل مشترك، مما يؤدي الى استخدام الموارد بفعالية أكثر كما يمكن تبادل الخبرات وتفعيل العمل الاجتماعي، بالتعاون مع الجمعيات و المنظمات الخيرية الأخرى مثل منظمة كاريتاس و منظمة دياكوني في ألمانيا diakonie.
في الختام، تعرفنا في هذا المقال على معلومات هامة عن منظمة AWO في ألمانيا، التي تعد واحدة من ست منظمات ألمانية أساسية تضم نظام العمل الخيري والمجاني في دولة ألمانيا، كانت غايتها في بداية التأسيس رعاية العمال ثم تطورت مع الزمن الى منظمة متعددة الأوجه، تقدم مجموعة كبيرة من الخدمات التي يتم من خلالها تعزيز الرفاهية وتحسين حياة الأفراد والعائلات التي تعيش في المانيا.